نتحدث عن سوق العقارات في سوريا، حيث شهدت سوريا خلال العقد الماضي تحولات جذرية أثرت على مختلف القطاعات، وكان القطاع العقاري أحد أبرز المتأثرين. من خلال لقاء مع المهندس أنس شعار في بودكاست “العقار مع براء”، نستعرض مراحل تطور هذا القطاع قبل التحرير، خلال الثورة، وبعد التحرير، وهل شراء عقار في سوريا استثمار مجدي؟
سنناقش في مقالنا المواضيع التالية:
سوق العقارات في سوريا قبل الثورة
قبل عام 2011، كان القطاع العقاري في سوريا يتمتع باستقرار نسبي. المدن الكبرى مثل دمشق وحلب كانت تشهد نشاطًا عقاريًا متزايدًا، مدفوعًا بالطلب المحلي والاستثمارات. ومع ذلك، كانت هناك تحديات تتعلق بالإجراءات البيروقراطية والقوانين العقارية التي حدّت من مرونة السوق
أبرز ملامح سوق العقارات في سوريا قبل الثورة:
- استقرار أسعار الأراضي والعقارات.
- تركيز النشاط العقاري في المدن الكبرى.
- غياب المرونة في تسجيل الملكيات بسبب التعقيدات القانونية
تأثير الحرب على القطاع العقاري
مع اندلاع الثورة السورية عام 2011 وتفاقم النزاع، شهد سوق العقارات ركودًا شبه كامل. النزوح الجماعي للسكان وتدمير البنية التحتية أثرا بشكل كبير على العرض والطلب.
ما هي أسباب الركود؟
النزوح الداخلي والخارجي: أدى نزوح الملايين إلى تراجع الطلب على العقارات في المناطق المتضررة.
غياب المؤسسات القانونية: تعطلت عمليات تسجيل الملكيات ونقلها بسبب انهيار النظام القانوني في العديد من المناطق.
التدمير الواسع: تعرضت آلاف المنازل والمباني للتدمير، مما أدى إلى فقدان الأصول العقارية.
"شهد سوق العقارات في سوريا توقفًا شبه كامل بسبب النزوح وصعوبة الوصول إلى المرجعيات القانونية."
التحولات في القطاع العقاري بعد التحرير
بدأت بوادر التعافي تظهر في القطاع العقاري. حيث شهدت مناطق مثل إدلب وعزاز انتعاشاً واضحاً في السوق العقاري بفضل الاستثمارات الجديدة وعودة بعض النازحين بعد التحرير.
ما الذي ساهم في انتعاش سوق العقارات في سوريا؟
الاستثمار بالدولار: التعامل بالدولار الأمريكي ساعد على استقرار السوق وزيادة الاستثمارات.
زيادة الكثافة السكانية: تجمع حوالي 8 ملايين شخص في مناطق محدودة أدى إلى ارتفاع الطلب على السكن.
دور المنظمات الدولية: نفذت منظمات المجتمع المدني مشاريع إسكانية مؤقتة للنازحين.
ارتفاع الأسعار: تضاعفت أسعار الأراضي في بعض المناطق بنسبة تصل إلى 3000$
مثال: سعر المتر المربع في منطقة “طريق الدانا” ارتفع من 7 دولارات إلى 300 دولار
فرص الاستثمار العقاري في سوريا والتوقعات المستقبلية
هل الوقت مناسب للاستثمار؟
وفقًا للمهندس أنس شعار، فإن الاستثمار طويل الأمد قد يكون خيارًا جيدًا حاليًا، خاصة في المناطق المحررة القريبة من المدن الكبرى مثل حلب
المشاريع المتوقعة:
- مشاريع إسكانية ضخمة بدعم من المنظمات الدولية.
- إعادة تأهيل البنية التحتية لتشجيع عودة السكان.
- تطوير مناطق صناعية وتجارية جديدة لدعم الاقتصاد المحلي.
نصائح للمستثمرين العقاريين في سوريا
كيف تتجنب المخاطر القانونية؟
- التحقق من ملكية العقار عبر سؤال الجيران أو المحامين المحليين.
- انتظار فتح السجلات العقارية الرسمية لضمان صحة المعاملات.
أفضل المناطق للاستثمار العقاري في سوريا:
| أفضل المناطق للاستثمار حاليًا | أسباب الاستثمار |
|---|---|
|
دمشق وريفها (المزة، كفرسوسة) |
قربها من العاصمة واستقرارها النسبي. |
|
حلب وريفها (حلب الجديدة، عزاز) |
تطور عمراني واستثمارات متزايدة. |
|
إدلب وسرمدا وطريق الدانا |
كثافة سكانية مرتفعة وطلب كبير على السكن. |
|
حمص وريفها (وادي النضارى) |
مناطق هادئة وقريبة من مراكز اقتصادية. |
يمثل القطاع العقاري في سوريا فرصة واعدة رغم التحديات الحالية. مع استقرار الأوضاع ووضوح السياسات القانونية، يمكن أن يشهد السوق انتعاشًا كبيرًا خلال السنوات القادمة. الاستثمار الآن يتطلب دراسة دقيقة وتخطيط طويل الأمد لضمان العوائد المرجوة
